الشقيقتان القطريتان قدّمتا دورة عن كيفية قراءتها وفهم خفاياها نالت إعجاب وتفاعل الحاضرين
- الإيماءات والحركات تمثل 55% من التأثير على الآخرين ونبرة الصوت 38% والكـلام المنطوق 7% فقط
- أحياناً تتصارع الكلمات المنطوقة مع لغة الجسد بشكل لاشعوري وعندها لا يصدق المتلقي ما يقوله المتكلم
ثامر السليم
قالـــت الخبيرتـــــان المتخصصتان في قراءة لغة الجسد الشقيقتان القطريتان سارة عبدالرحمن وهاجر عبدالرحمن إن لغة الجسد تساعدنا على فهم الأشخاص الذين نتعامل معهم، فهي من أهم مهارات العصر ولها استخدامات متعددة تصب في مصلحة الإنسان، مؤكدتين أنه من الممكن احتراف قراءة لغة الجسد من خلال مراعاة التمثيل والوعي والحالة المزاجية.
وتناولت الخبيرتان، خلال الدورة التي نظمها موقع Eventat، وهي المنصة الإلكترونية الرائدة في الكويت لحلول إدارة وبيع تذاكر الفعاليات، بعنوان «خفايا لغة الجسد» في فندق الريجنسي ـ البدع، عدة محاور أهمها الإيماءات التي توحي بالمحبة والقبول، وتضمنت كيف تكشف المخادعين والكاذبين حولك؟ ما الذي تراعيه في لغة جسدك حتى تظهر ثقتك بنفسك أعلى وتترك تأثيرا أكبر؟ أمور يجب مراعاتها أثناء تحليلك للغة الجسد، لغة جسدك الآن تخدمك في أهدافك أو لا؟ وتمارين وتطبيقات عملية لمعرفة كيفية قراءة لغة الجسد.
وتفاعـــــل معهمــــا الحاضرون الذين استفادوا من خبرتيهما التدريبية في قراءة لغة الجسد ومعرفة تعبيرات وجه الآخرين في الحياة اليومية، مؤكدتين أن لغة الجسد وما يصدر عنها من إيماءات وحركات تمثل 55% من التأثير على الأشخاص الآخرين، بينما تمثل نبرة الصوت: 38% من التأثير، والكلام المنطوق يمثل ما نسبته 7% من التأثير، فإذا تعارضت الكلمات مع الإشارات غير اللفظية، فإن الإشارة غير اللفظية هي الأصدق، حيث انها تحمل الشعور الحقيقي، وتليها نبرة الصوت التي قد تغير معنى الكلمات. في هذا السياق، قالت الخبيرة المتخصصة في مجال التواصل غير اللفظي سارة عبدالرحمن انه في بعض الأحيان تكون هناك صراعات بين الكلمات المنطوقة ولغة الجسد وبشكل لاشعوري لا يصدق المتلقي من يتحدث بما يتعارض مع لغة جسده، فعندما يقول أحدهم إنه بخير بينما ينظر إلى أسفل فهذه الحركة توحي للآخرين أن الأمر ليس على ما يرام، وكذلك عندما ينفي أحدهم أمرا بينما هو يومئ برأسه أو يؤكد أمرا وهو يهز كتفيه، مشيرة إلى ان الإيماءات هي سلوكيات وتصرفات تصدر من الشخص بشكل غير متعمد تفضح فيه مشاعره في اللحظة ذاتها (من العقل اللاواعي) بينما الإيحاءات هي سلوكيات وتصرفات تصدر من الشخص بشكل متعمد، لإيصال مقصد معين (من العقل الواعي).
وأشارت إلى ان لغة الجسد تساعدنا على فهم الأشخاص الذين نتعامل معهم، فهي من أهم مهارات العصر ولها استخدامات متعددة تصب في مصلحة الإنسان فمن خلالها تستطيع صناعة كاريزمتك الخاصة وخلق التأثير الذي تحب وتريد على الآخرين، مع استغنائك عن عنصر «التخمين» لأن قراءة لغة الجسد تتيح لك معرفة وفهم من يتحدث أمامك، مبينة انه تجنبا للوقوع في الخطأ، أثناء قراءة لغة الجسد، فإنه يستلزم التأكد من عدم وجود أمراض قد تصدر بعض العادات مثل الضغط على اليد الذي قد يحدث لدى بعض المصابين بالتهاب المفاصل أو حك الجلد الذي قد يحدث لدى المصابين بالأكزيما، كما يجب مراعاة التغييرات الفسيولوجية مثل جفاف الفم أو التعرق.
ولفتت إلى ان الإيماءات التي تدل على المحبة والقبول مثل انحناء الجفن وإطباق اليدين أسفل ولمعان العين وإمالة الرأس للجانب، بينما تدل «إمالة الرأس إلى أمام» على الاهتمام والانجذاب، وكذلك وضع اليدين على الرقبة، أو لمس الإكسسوارات أو الشعر، مشيرة إلى ان علامات الكذب والمماطلة عند الإجابة فيمكن الاستدلال عليها من جفاف الفم أو التأتأة والتلعثم، وكذلك علو الصوت، الإجابة قبل إنهاء السؤال، السعال الجاف، تغير سرعة الكلام، اختيار الألفاظ، وتغير طريقة التنفس.
وبينت انه قد يضطر المخادع إلى أن يحجب نظره عن المتلقي عندما يسرد كذبته ما يساعده على السرد بأريحية أكبر، فقد يفرك عينيه أو يغمضهما بشكل جزئي أو يرمش بمعدل أكبر أو ينظر لمسافة بعيدة وخالية: ينسج فيها صورة وأحداثا من وحي الخيال، لافتة إلى انه عندما يكون المرء منتشيا بالإفلات ويجد مخرجا يبعد عنه الشبهات سيرجع رأسه للخلف ويرتفع حاجباه وتتوسع حدقتا عينيه، كما لو انه منتش مما يفعله ويشعر بنشوة الإفلات الذي يراه أمرا لا يصدق.
تأثير الحالة المزاجية
من جانبها، قالت الخبيرة المتخصصة في مجال التواصل غير اللفظي هاجر عبدالرحمن انه يمكن احتراف لغة الجسد من خلال مراعاة التمثيل والوعي والحالة المزاجية وذلك يكون من خلال وعي كامل بأن الإشارات التي تصدرها سيكون لها تأثير على الآخرين وكذلك يجب أن تفهم أن حالتك المزاجية تؤثر على الإشارات التي ترسلها وبالتالي التي تستقبلها، مؤكدة انه ينبغي كذلك القراءة والملاحظة والتعمق وستتمكن بالفعل من ملاحظة لغة الجسد بشكل ما اعتمادا على وعيك الفطري بها وعليك النظر بشكل أعمق إلى التفاصيل الصغيرة التي ربما أغفلتها لتوسيع نطاق معرفتك، بالإضافة إلى التفسير وفك الرموز والتكيف وهذا سيمنحك فك الرموز وخيارات حول كيفية التعامل مع مختلف الأشخاص والمواقف، كما نه يمكن نفسك بزيادة معدلات خياراتك في المواقف المختلفة.
وأشارت إلى ان لغة الجسد المثالية في مقابلة العمل والعرض التقديمي منها قرص الذراع من الخلف وهذا يدل على كبح الذات، واما تغطية الجسد من الأمام فيدل على حماية النفس ويحدث عند الشعور بالإحراج، فيما مسك إحدى اليدين للأخرى من الخلف يدل على السلطة والقوة والاتزان، لافتة إلى ان يمكن التصرف مع الشخص المسيطر من خلال استخدام اليد الأخرى او أخذ خطوة نحو الامام.
وأكدت انه قبل البدء بالعرض التقديمي يجب التنفس بشكل سليم من خلال البطن وعلى الخطوات ان تكون ثابتة ومتزنة حول المكان فعند التحدث عن معلومة ما لابد من التجول بخطوات ثابتة وعند الوصول إلى النقطة المهمة لابد من الوقوف لشد الانتباه اليها، مشيرة إلى انه عند الشرح لابد من توزيع النظرات بشكل متواز بدلا من النظر إلى الورقة او الشاشة باستمرار كما يجب تحريك اليدين بشكل متزن دون تحريك الأصابع الذي يعطي شعور بالتشتت، كما انه يجب ان تكون الحركات متوافقة مع الكلام المنطوق ليعطي تأثيرا اكبر مع تجنب الإشارة بالسبابة الذي يعطي شعور سلبي للمتلقي.
وكشفت ان لغة الجسد في التعليم لشد الانتباه يمكن من خلال استخدام القلم عند الشرح على الورقة حيت سيتم التركيز على ما في الورقة وفي حال الرغبة في أخذ تركيز المتلقي لجانب غير مكتوب في الورقة عليك إبعاد القلم عنها، مشيرة إلى انه في حال إذا كنت تقدم لمجموعة كبيرة من الأشخاص وتريد جذب انتباههم لمعلومة معينة يمكنك استخدام «السكون» فمن شأن هذه الإشارات غير اللفظية ان تجعل هذه المعلومة ترسخ في أذهان الجمهور للأبد.
التوأمتان سارة وهاجر.. ورحلة مع لغة الجسد
خبيرتان مختصتان في مجال لغة الجسد والعلوم الإنسانية، ومن أهم الرواد في هذا المجال على مستوى الوطن العربي، من باب لم يسبقهما إليه أحد في المنطقة بأكملها، وقد ساهمتا في نشره بشكل أكبر بين فئات متعددة في المجتمع من خلال صفحتهما على موقع «إنستغرام» التي تضم أكثر من مليون متابع، لتحليل مقاطع مصورة لمشاهير أو مشاهد من أفلام وتوضحان ما تقوله لغة الجسد ولم ينطق به اللسان بل عبر عنه بحركات أو إيماءات، وكذلك من خلال كتابيهما اللذين تصدرا المبيعات في منطقة الخليج، كما انهما صممتا برامج تدريبية متخصصة في الحس الأمني ولغة الجسد. وسبق للمدربتين المعتمدتين في مجال لغة الجسد سارة وهاجر عبدالرحمن نشر إصدارات في هذا المجال منها «عيناك تحدثني» و«مسرح المشاعر»، وكذلك اصدار بعنوان «عالم لغة الجسد» وتتميز برؤية عميقة لمفاهيم لغة الجسد، بناء على ما لدى المؤلفتين من خبرة من خلال تجربتهما القائمة على تفسير وقراءة الآخرين.